الكاتب الصحفي عمرو جلال
الكاتب الصحفي عمرو جلال


بعد الاختصار 

عمرو جلال يكتب: الغواصة و السؤال العجيب

عمرو جلال

الأربعاء، 11 أكتوبر 2023 - 05:47 م

 وسط حرب إبادة صهيونية قذرة وجرائم حرب ترتكب بحق الفلسطنيين فوجئنا بالإعلامي حافظ المرازي يطرح مقارنة و سؤلًا عجيبا، المرازي هو أحد الإعلاميين الكبار الذي من المفترض أنه يمتلك خبرة عمل طويلة فى المحطات الفضائية العالمية.
الاعلامي الكبير كتب تساؤلًا يقول فيه:  "لماذا تكلفت مصر  بشراء غواصة قيمتها مليار دولار امريكي لم تُستخدم لحرب أو الدفاع عن تدفق مياه النيل وتلك الدراجة الهوائية التى استخدمتها حماس فى اختراق اسرائيل يوم ٧ أكتوبر الماضي لم تكلف  مائة دولار لكنها اخترقت بها دفاعات أقوى جيش في المنطقة و طالما لن ندخل حربا فلم لانوفر المليار للجوعى؟! ".
سؤال يبدو من الوهلة الأولى منطقيا بريئا لكن "المرازي" لم يتبع أبسط قواعد الإعلام التى قام هو بنفسه بتدريسها لطلاب الإعلام فى مصر  وخارجها لسنوات، لو طرح هذا التساؤل على اى خبير عسكري أجنبي ممن يعيشون إلي جواره بالخارج سيقولون له على الفور دعنا نضحك قليلًا قبل أن نجيبك، ويشرحون له  كيف أن الغواصة هي السلاح الأهم والأخطر من بين كل الأسلحة التي تمتلكها أي قوات مسلحة فى العالم. الغواصة سلاح استراتيجي يمكنه إختراق عمق دفاعات العدو في سرية تامة…الغواصة سلاح ردع يقتنص ويدمر الأهداف بدقة قبل أن يعرف العدو أين وكيف تم استهدافه؟… وحين يعلم تكون الغواصة قد عادت لقواعدها …الغواصة يمكن أن تعمل كأنها قوة بحرية بمفردها و لا تحتاج إلى مصاحبة وحدات بحرية أخرى للحماية لذلك تسعى بعض الدول لامتلاكها لتعويض عدم قدرتها على تكوين قوات بحرية كبيرة…
السؤال الآخر للإعلامي الكبير كيف يمكن لقواتنا البحرية أن تعمل على تأمين حدود بحرية ضخمة تمتد آلاف الأميال من السلوم غرباً إلى رفح شرقا و حتى مضيق باب المندب جنوبا، و على طول سواحلنا الممتدة حيث نقوم بمهام تأمين على مدار الساعة للموانىء والأهداف البحرية الحيوية وقناة السويس و الخطوط الملاحية التجارية ومصادر الثروة البترولية والبحرية دون قوة بحرية شاملة.
صفقات التسليح  الحديثة التى تعاقدت عليها مصر قبل ١٠ سنوات سواء الغواصات أو حاملتي المروحيات أو المقاتلات الحديثة قد تضاعف ثمنها اليوم أضعاف الأضعاف كما أن سعر الغواصة ليس بالمليار دولار …شراء تلك الاسلحة لم يكن من باب التباهي والتبذير بل كان وفقا لدراسات مستقبلية تتنبأ بالتهديدات المحتملة و لحفظ حق مصر فى الثروات بالبحرين الأحمر والمتوسط  و فى ظل صراع دائر قد يحتدم في اى لحظة على مصادر الطاقة فى البحر المتوسط..كل ذلك كان  لابد معه من  وجود قوة بحرية قادرة على حمايته…ولماذا لا تبيع الولايات المتحدة حاملات الطائرات لتوفر المأوى للمشردين والجوعى فى شوارعها والذين يصل عددهم الى أكثر من نصف مليون انسان…أم أنت لم تراهم؟!
الذي يغفل عنه الكثيرون أن الجيش المصري لم تتطور منظومة التسليح فيه كثيرا منذ حرب اكتوبر ٧٣ إلا بأقل القليل…لكن تخيل أنك لم تستخدم في حياتك سوي هاتف أرضي موديل السبعينيات ذي الحلقة الدوارة ثم فجأة تجد من يضع أمامك هاتف محمول حديث ..هل ستستطيع استخدامه؟…إذن تطوير منظومات التسليح بالقوات المسلحة كان ضرورة حتمية وهو ما حدث.. لن ننتظر أن ندخل حربا أو يقع علينا هجومًا حتي نهرول لنشتري أسلحة حديثة…نحن لسنا كتائب غير نظامية حتى يكون تسليحنا درجات هوائية طائرة؟! …في نصر اكتوبر كان لدينا اسلحة لم يتم استخدامها في الحرب لأن  التدريب عليها لم يكن قد انتهي وفقا لمذكرات الفريق سعد الدين الشاذلي.. لايعقل أن يدرس طالب الكلية الجوية الجيل الرابع من الطائرات المقاتلة منذ سنوات دون ان يكون لدينا عدد منها.. أما الغواصات الألمانية الحديثة التي حصلت عليها مصر فتمتلك اسرائيل عددا كبيرا منها وقد اعترضت تل ابيب علي قيام برلين بتزويد مصر بها واعتبرت ذلك الأمر تراجعا في العلاقات بينهما وتعطلت الصفقة بالفعل لعدة شهور إلى أن نجحنا في اتمامها وكم ستسعد إسرائيل عندما تتخلى مصر عن غواصاتها لأننا يمكن أن نحاربهم يومًا بالنبلة و النبوت.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة